من سلبيات رئيس
من سلبيات رئيس فهيم سيداروس خرج الرئيس محمد نجيب من مكتبه في هدوء وصمت، حاملاً المصحف، متوجهًا في سيارة إلى معتقل المرج. ويقول نجيب في مذكراته: "جاءني عبد الحكيم عامر وقال لي في خجل: إن مجلس قيادة الثورة قرر إعفاءكم من منصب رئاسة الجمهورية. فقلت له: أنا لا أستقيل الآن، لأنني بذلك سأصبح مسئولًا أمام التاريخ عن ضياع السودان. أما إذا كان الأمر إقـ..الة فمرحبًا." وأقسم اللواء عبد الحكيم عامر أن إقامته في فيلا زينب الوكيل بالمرج لن تزيد عن بضعة أيام، يعود بعدها إلى بيته، لكن محمد نجيب لم يخرج منها إلا بعد 30 عامًا كاملة! خرج نجيب من مكتبه بلا تحية عسكرية، بلا بروجي، وقارن بين وداعه البائس، وبين وداع الملك فاروق الذي أطلقت له 21 طلقة مدفعية وعُزف السلام الملكي. وعندما وصل إلى الفيلا بدأ يذوق أصناف العذاب: سارع الجنود بقطف ثمار البرتقال واليوسفي من الحديقة. حملوا ما بالفيلا من أثاث وسجاجيد ولوحات وتحف، وتركوا المكان عاري الجدران. صادروا أوراقه وتحفه ونياشينه وأمواله الخاصة. منعوه تمامًا من الخروج أو مقابلة أحد، حتى عائلته. أقيمت حول الفيلا حراسة مشددة، وكان عليه أن يغلق...