أحاسيس

أحاسيس

د. منى الرفاعى  

أحيانا تجتاحنا مشاعر لا نعرف لها إسما، ولا وصفا مشاعر تثقل صدورنا، وكأنها حجارة تتراكم فوق قلوبنا.. 

نمضي في الطريق صامتين نرسم إبتسامة باهتة حتى لا يفتش أحد في ملامحنا بينما في داخلنا عاصفة لا تهدأ، نضحك، ونحن نعلم أن أرواحنا تبكي  نتظاهر بالقوة فيما الضعف يأكلنا ببطء..

نتساءل: 
هل ما نشعر به هو وجع الفقد الذي يسكننا كلما مر طيف الأحبة بخاطرنا؟ 

أم هي خيبات متكررة من أشخاص ظننا أنهم سند فخذلونا؟

 أم هي مسؤوليات تزداد قسوة، وتلاحقنا في كل مكان فلا تمنحنا فرصة لالتقاط أنفاسنا؟ 

أم هو المرض الذي يسرق منا طاقتنا، ويتركنا نعيش على حافة الخوف؟ 

ربما هي كل هذه الأشياء مجتمعة تتشابك كخيوط معقدة داخلنا فلا نستطيع فكها، ولا حتى فهمها..

نريد أن نصرخ لكن الصوت يخوننا..
نريد أن نبوح لكننا لا نجد من يصغي بصدق فنختار الصمت ونمضي نخبئ دموعنا في النهار كي لا يراها أحد، لكنها تسيل على وسادتنا ليلا حين يهدأ كل شيء وتبقى قلوبنا وحيدة أمام أوجاعها..

إنها أيام قاسية تسرق من أعمارنا، وتترك فينا ندوبا عميقة ومع ذلك تظل هذه الأحاسيس شاهدة أننا أحياء، وأن قلوبنا مهما إنكسرت لا تزال قادرة على الحب، والعطاء..

الليل مهما طال لا بد أن يعقبه فجر جديد، والعتمة مهما أشتدت لا بد أن يتبعها نور يبددها.. 
وما يثقلنا اليوم سيغدو غدا مجرد ذكرى تهمس لنا أننا صبرنا وأننا عبرنا وأن ما كسرنا بالأمس صنع منا اليوم إنسانا أقوى وأصدق مع نفسة..

أيتها الأيام أتمنى أن تمرى بسلام

فلنتمسك بالأمل.. ولنعلم أن العاصفة مهما كانت عنيفة ستهدأ يوما وأن القلوب التي أنهكتها الأحاسيس ستجد في النهاية سلامها..

هل جربتم هذة الأحاسيس؟

تحياتى لكل من لامست كلماتى شىء من روحة..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إستغاثات من معلمي و معلمات مدرسة ابو الهول القومية المشتركه‏ بمحافظة الجيزة

إستغاثة إتحاد طلاب مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا (STEM)

كارثة سقوط الأسانسير بمحافظ الغربية أثناء إفتتاح قسم الحضانات بمستشفى كفر الزيات