كثيرة هي أحزان الصديقين ومن جميعها ينجيهم الرب


كثيرة هي أحزان الصديقين ومن جميعها ينجيهم الرب

فهيم سيداروس

أسندوا الضعفاء قوا صغار النفوس

"كثيره هي أحزان الصديقين ومن جميعها ينجيهم الرب"

ربنا يقضيهم على خير 

يقول شمس الدين التبريزي:_
"السجن ليس فقط سياجاً وأسواراً، فقد يكون فكرة، وقد يكون لحظة زمنية، وقد يكون شخصًا". 

أحب اقول للدكتورة وزيره الهجرة نبيلة مكرم عبيد

التي تتكلم لغة أرقى من يفهمها الحوش، والغوغاء..

بأن دار النهضة ستنشر كتاب لإبنها.. لبث الأمل في الشباب..

لإنه قرأ روايات كفاح أكثر من سبعون كتاب داخل السجن..
 
وهنا نجد كل الكارهين داخلين يشتموا ويشمتوا فعلا لإنهم جهلة، وبيكرهوا كل مخالف لهم...

‏إن التعاطف مع مصاب الآخرين من سمات الخيرين الأسوياء نفسياً، أما الشماتة بالناس في وقت مصيبتهم وآلامهم فهي دليل خسة طبع، وقلة دين، فهو اشد أنواع الخسة والانحطاط الأخلاقي.

للأسف الشديد مريض نفسي

فأنت سيدة عظيمة عايشة وسطينا، ربنا يفرحها بعودة إبنك رامى لحضنك ولحضن مصر..

حضرتك أم عظيمة وهو محظوظ بك أنه وجد أم تدعمة، وخاصة الظروف المادية تسمح له بنشر مايكتبة ليستفيد الكثيرون وربنا يوفقة..

قالت د. نبيلة مكرم وزيرة الهجرة السابقة، إن أصعب ما يبتلي فيها الإنسان هو الأبن، أو الابنة، 

قائلة:" الإبتلاء في الإبن فلذة الكبد هو أصعب شئ، وعندما سمعت بخبر القبض علي ابني بجريمة قتل صدمة عليا كأم خاصة إن ابني بعيد عني في الخارج، وأنا في مصر وكنت وزيرة الهجرة، الصدمة كانت قوية عليا كأم ليس كوزيرة ومكنش سهل إني استقبل الصدمة".

وأوضحت، أن ابنها مريض شيزوفرينيا ورغم كونها سفيرة ووزيرة ومتعلمة بمدارس فرنسية لكنها لم تكن تعرف شيء عن هذا المرض، 

قائلة:" هل تتخيل إن وسط المفارقة دي ربنا بيكون له اختيار تاني خالص وإنه يوجهني لنشاط تطوعي لدعم المرضى النفسيين المتألمين بصمت؟، 

طيب اشمعنى أنا من وسط الأمهات اللى يختارني ربنا للتجربة دي؟".

إبنها" رامي هاني فهيم، 26 عاما" ،ابن وزيرة الهجرة نبيلة مكرم 

بقتل وذبح الشابين الأمريكيين"جريفين كومو  وجوناثان بام، 23عاما، طعنا بالسكين حتى الموت، وكان نجل الوزيرة حديث التخرج  يعمل في شركة (بنس لإدارة الثروات) بأمريكا..

من كتاب دوريس ليسينغ
 “السجون"
التي نختار أن نعيش فيها”، تتحدث الكاتبة البريطانية دوريس ليسينغ عن نوع مختلف من السجون… 

ليس ذاك الذي نُسجن فيه بالقوة، بل السجن الذي نختاره بأنفسنا، ونعيش فيه برضا، أحياناً دون أن نلاحظ.

تقول دوريس إننا كثيراً ما نحب أن نُقنع أنفسنا بأننا أحرار، بأن قراراتنا نابعة من داخلنا. 

لكن الحقيقة؟ نحن غالباً أسرى لعادات، وأفكار، وصور ذهنية زرعها المجتمع فينا من الطفولة. 

أسرى لما يُتوقَّع منّا، لما هو “مقبول”، لما لا يُحرج ولا يُخيف.

السجن هنا لا جدران له، ولا أبواب، لكنه أقسى:
سجن الخوف من الرفض.
سجن الحاجة للموافقة.

سجن الراحة في المألوف، حتى لو كان يؤذينا.

أما السجون التي بين الجدران هي تأديب وتهذيب
وإصلاح، ومراجعة النفس، وإعادة ترتيب أفكار، وأعادة تنسيق الأوراق..

ففيها لمن يعيش في الأمل
‏كيف أضاء الأمل ظلام السجن!!!!

مقاومة اليأس ببناء النور من ركام المعاناة

الشيء الوحيد الذي يمنع من دخول ظلمة الجنون هو الإيمان بالله ثم الأمل.

فمن بقترف خطأ جسيم ويراقب بالسجن فهذا كالزلزال المدمِّر..

فمن يحاسب نفسة فيكون من الناجين فيكتب في مذكراتة... 

"رأيتُ الناس يبنون بيتًا من الحطام، ويوزعون الخبزَ على الجوعى قبل أن يجفَّ الدمُ على أيديهم"

فهذا البرهان الحيّ على الأمل، حين يتجلى كفعلٍ يولد من رحم الكارثة، 

إن هذه الصورة تستحضر إلى الذهن كلمات طاغور حين 

قال: "لا يمكنك عبور البحر بمجرد الوقوف ومراقبة الماء". فما قيمة الأمل إن لم يتحوّل إلى حركة تقاوم المياه الهادرة؟ 

وما جدوى المشاعر إن لم تترجم إلى أفعالٍ حين تبلغ المحنة أقصاها؟ 

إن الأمل الحقّ يزدهر عندما نواجه أكثر العواصف إظلامًا، وعندما يُقال لنا بصوتٍ بارد: "المستحيل هو الحقيقة الوحيدة".

هنا يصبح الأمل رفضًا عميقًا لليأس، وموقفًا يتحدى به الإنسان واقعًا يراد له أن يكون خانقًا.

قوال الله عز وجل: 

"وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ؟"

قد يرى البعض أن الشرَّ هو النقيض المباشر للأمل، لكنّه
 في المفارقة العجيبة ليس سوى شهادة على قوّة هذا الأمل؛ فكلما اشتدّ الظلم وتعاظم الجور، اشتعلت بذور التمرّد في قلوبٍ تأبى الرضوخ. 

تذكرني هذه الحقيقة بصرخةٍ لـ
فيودور دوستويفسكي: 

"كلّ شيء يمرّ ويمضي، وإن ما يبقى هو الأمل". 

حتى في أقسى لحظات العتمة الإنسانية، يظلّ الأمل حاضرًا كقوّة دافعة، يحرّض صاحبه على الحياة، ولا يكتفي بمقعد المتفرج. 

أن الأمل ليس مجرد شعورٍ سطحي، بل هو فعل مقاومة يرفض الاستسلام لليأس. 

حين نرفض الانهيار، نصنع معنىً من العدم، 

أو كما اعتاد طاغور أن يعبِّر: 
"قد تؤجج العاصفة شمعةً صغيرة، فتضيء دروبًا منطفئة". 

هنا يتجلّى ما يمكن تسميته "التفاؤل المأساوي": أن تؤمن بأن الحياة تستحق أن تُعاش رغم الألم، وأن تكتشف في الألم ذاته جسرًا يقودك إلى مغزى أعمق.

من الناحية الفلسفية، يستفزّ الأمل عقول المفكّرين؛ 

فهو عند أرسطو يرتبط بالغائية، إذ يسعى كلُّ شيءٍ نحو كمالٍ ما، 

بينما عند شوبنهاور يبدو كخدعةٍ تُستنزف فيها رغبات الإنسان التي لا تنتهي. 

أمّا سارتر، فيجسّده في حرية الإنسان الوجودية؛ ذلك القرار بأن نعيش، برغم عبث العالم وتناقضاته.

 ويظهر الأمل أحيانًا كشرّ يطيل عذاب الإنسان، كأنّه سلاحٌ ذو حدّين: 

إمّا أن يحثّ على الفعل، أو يجعل صاحبه أسيرًا لانتظارٍ لن يأتي. 

ولعلّ التساؤل الأخير يظلّ معلّقًا: 
"هل نحن من يحكم الأمل أم هو من يحكمنا؟".

 إنها إشكاليةٌ تخلِّفنا أمام مرآة الوجود: 
فالأمل، وإن كان ضروريًا كحاجةٍ بشرية وبيولوجية، يتطلب وعيًا أخلاقيًا وبصيرة نفسية في توظيفه.

 فإمّا أن يكون أداةً لتحرير الإنسان، أو وسيلةً لتكبيله في غياهب الانتظار. 

وكما همس دوستويفسكي: 

"الجمال سينقذ العالم". فإن جمال الأمل هو قدرته على إعادة خلق العالم مجددا في كل لحظة، رغم أنين الأرض وحطام المدن وصرخات البشر. 

فهذا هو الأمل الذي يُبنى من الركام، وبه وحده تُبنى الحقيقة ونجاة الإنسان.

وهكذا نجوت أنا من الجنون، حيث كان الأمل، وصوت الله.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إستغاثات من معلمي و معلمات مدرسة ابو الهول القومية المشتركه‏ بمحافظة الجيزة

إستغاثة إتحاد طلاب مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا (STEM)

كارثة سقوط الأسانسير بمحافظ الغربية أثناء إفتتاح قسم الحضانات بمستشفى كفر الزيات