الوفاء في زمن ضاع فيه الوفاء

 

الوفاء في زمن ضاع فيه الوفاء


الوفاء في زمن ضاع فيه الوفاء


فوزي عبد المسيح


الوفاء هو جوهر الحب، وهو الأساس الذي تبنى عليه العلاقات الإنسانية السليمة، لكننا في زمان أصبح فيه الوفاء نادرًا، كأنه شيء من الماضي. نرى الكثير من العلاقات تبدأ بالمحبة وتنتهي بالغدر، والصداقة تُختزل في المصالح، والعلاقات الزوجية تُفقد إخلاصها، فتجد الوفاء أصبح شعارًا بلا مضمون.


حينما بحثت عن الوفاء، لم أجد له أثرًا بين الناس، فذهبت إلى الله، فهو الوحيد الذي يظل وفيًّا لعباده رغم تقصيرهم. فهل تعلمنا معنى الوفاء؟ وكيف نعيشه في حياتنا اليومية؟ هل نحن أوفياء مع الله في تنفيذ وصاياه؟ وهل نحن أوفياء مع أسرنا وأصدقائنا؟


لو كان الوفاء حاضرًا في الأسرة، لما تفاقمت المشكلات، فهو صمام الأمان في العلاقات الزوجية، وهو الضمان لاستقرار الحياة الأسرية. لكننا اليوم نرى عدم الوفاء يضرب أعمق الروابط، فنجد الزوج يخون زوجته، والزوجة تخون زوجها، والصديق يخون صديقه، والابن يتخلى عن والديه بسبب زوجته، بل وحتى في العمل، تبدأ الشراكات بالوفاء وتنتهي بالمصالح.


في هذا الزمن، فقد الكثيرون الوفاء، حتى بدا كأنه غريب عن عالم البشر. وحين لم أجد للوفاء أثرًا بين الناس، عدت أسأل: أين أجد الوفاء؟ فوجدته عند الله، ثم عند مخلوق بسيط، إنه الكلب، ذلك الحيوان الذي يضرب أروع الأمثلة في الإخلاص. رأيت بأم عيني كلبًا تبع صاحبه إلى القبر، وجلس عنده أيامًا دون طعام حتى مات وفاءً له. أي إخلاص هذا الذي يفوق وفاء البشر؟


في زمن ضاع فيه الوفاء بين البشر، أصبحنا بحاجة إلى أن نتعلم من الكلاب معنى الإخلاص! كيف وصلنا إلى هذا الحال؟ وأين نحن من القيم التي تحافظ على العلاقات؟ هل أصبحنا بحاجة إلى العودة إلى الله لنتعلم منه الوفاء، أم أننا سنلجأ إلى الكلاب لنتعلم منها كيف نكون أوفياء؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إستغاثات من معلمي و معلمات مدرسة ابو الهول القومية المشتركه‏ بمحافظة الجيزة

إستغاثة إتحاد طلاب مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا (STEM)

كارثة سقوط الأسانسير بمحافظ الغربية أثناء إفتتاح قسم الحضانات بمستشفى كفر الزيات