سوريا الجريحة
فهيم سيداروس
الجولاني وأبو مصعب الزرقاوي واحد لا فرق بينهما..
لكن الفرق بينهما انه ابو مصعب الزرقاوي لم يكون عميلاً لامريكا وإسرائيل لذلك قتل، والجولاني رجلهم فسلموه سورية..
والطامة الكبرى انه وزير دفاع
اين هو الدفاع إذا كان اول قرار صدر حل الجيش؟
حين تسرق الأوطان باسم الحرية، وتباع في مزادات السياسة، يصبح الحديث عن النصر مجرد كذبة...
من يرفع راية الثورة اليوم؟
من يحمي شعبا أرهقته المؤامرات؟
الوطن ليس ميدانًا للتنافس بين الأقوياء، وليس غنيمة في حروب لا ناقة للشعب فيها ولا جمل...
لكن في سوريا، أصبح الوطن سلعة، والثورة وسيلة، والقادة مجرد أدوات.
أن تكون سوريا محتلة، فتلك مأساة...
وأن يكون المحتل من الداخل قبل الخارج، فتلك الكارثة!
في المسجد الأموي، صلى القائد...
لكن
أين شعب دمشق؟
أين من كانوا يهتفون للثورة؟
ضاع الحلم في زحام الطموحات الفردية، وبقيت سوريا تُباع لمن يدفع أكثر.
حين ينتهي كل شيء، تبقى الذكرى وحدها شاهدة على وطن كان يوما ما جميلا..
سوريا اليوم ليست سوريا الأمس، والثمن يدفعه الأبرياء فقط.
ما كتب الشاعر و الأديب محمد الماغوط
سأنجب طفلا أسميه آدم.. لأن الأسامي في زماننا تهمة..
فلن أسميه محمد و لا عيسى..
لن أسميه عليا و لا عمرا..
لن أسميه صداما و لا حسينا..
و لا حتى زكريا أو إبراهيم...
و لا حتى ديفيد و لا جورج..
أخاف أن يكبر عنصريا و أن يكون له من اسمه نصيب..
فعند الأجانب يكون إرهابيا..
و عند المتطرفين يكون بغيا..
و عند الشيعة يكون سنيا..
و عند السنة يكون علويا أو شيعيا
أخاف أن يكون اسمه جواز سفره..
أريده آدم مسلم مسيحي..
أريده أن لا يعرف من الدين إلا أنه لله..
و أريده أن يعرف أن الوطن للجميع..
سأعلمه أن الدين ما وقر في قلبه و صدقه و عمله و ليس اسمه...
سأعلمه أن العروبة وهم..
و إن الإنسانية هي الأهم..
سأعلمه أن الجوع كافر و الجهل كافر و الظلم كافر..
راقــــت لي
مجلة لؤلؤة الإبداع
تعليقات
إرسال تعليق