العدالة تبكي في صمت !
العدالة تبكي في صمت !
المستشار محمد طلعت المغربي
لم أكن أتخيل أن يأتي يوم أرى فيه «ربة العدالة» في مصر القديمة على هذا النحو…
فقد اعتدنا أن نرى ربة العدالة المصرية في صورة امرأة تعلو رأسها ريشة النعام رمز العدالة، تمسك بإحدى يديها مفتاح الحياة (عنخ)، وبالأخرى صولجان الحكم.
أما هذا التمثال الصغير المصنوع من حجر اللازورد، والذي يجسّد المعبودة «ماعت»، فبمجرد أن يقع عليه بصرك تشعر بانقباض داخلي؛ إذ صوّرها الفنان في هيئة امرأة يكسو وجهها حزن عميق، وتُظهر جلستها تأمّلًا كئيبًا، حتى يكاد حزنها ينتقل إليك من النظرة الأولى!
وكأن الفنان المصري القديم أراد أن يرسل إلينا رسالة صامتة: إن «ماعت» ربة العدالة والنظام والقانون والأخلاق، ستكون حزينة لا محالة حين ترى عالمًا لم يَعُد يقدّر العدالة، ولا يهتم بالنظام، ولا يطبّق القانون، ولا يتحلّى بالأخلاق الكريمة.
هذا التمثال المصري البديع، الذي تبلغ أبعاده 5.9 × 2.8 × 4 سم، يُعرض اليوم في متحف اللوفر بباريس. !!
تعليقات
إرسال تعليق