الأمن القومي في مواجهة عبث النواب

الأمن القومي في مواجهة عبث النواب

كتب: المستشار 

محمد طلعت المغربي

لقد تعب الشعب من الوعود، وسئم من الشعارات التي تُرفع في موسم الانتخابات ثم تُنسى عند أول مقعدٍ وامتياز.

لقد أدرك المصريون — بوعيهم الفطري — أن البرلمان لم يُخلق ليكون مظلةً للمصالح، بل ليكون حائط الصدّ الأول عن إرادة الأمة وصوتها الحقيقي.

لكن الواقع كشف أن بعض من جلسوا تحت القبة نسوا قسمهم، وخانوا الأمانة، واستبدلوا صوت الوطن بأصوات المصالح، ورفعوا أيديهم في الجلسات لا دفاعًا عن الشعب، بل تنفيذًا لتعليمات من يموّلهم.

⚠️ هذه ليست قضية سياسية، بل قضية أمن قومي.

فحين يتحوّل البرلمان إلى ساحة نفوذ، تُباع فيها الأصوات وتُشترى الولاءات، يصبح الخطر على الدولة من الداخل لا من الخارج.

من يشتري الناس اليوم، سيبيع الوطن غدًا.

ومن يستغل فقر المواطن لحصد الأصوات، يفتح بابًا للفوضى والانقسام، ويُهدّد ثقة الشعب في مؤسساته.

إن إنفاق الأموال الطائلة على الدعاية، وظهور المواكب والسيارات الفارهة، وتوزيع الهبات في القرى والنجوع، ليس “تنافسًا انتخابيًا” بل اختراقٌ ممنهج لوعي الناس، ومحاولة لتزييف إرادتهم.

وهنا لا بد أن تتدخل الدولة — بكل أجهزتها — لحماية وعي المواطن من التضليل، وحماية أمن الوطن من المال الفاسد.

يا أبناء مصر…

لا تستهينوا بصوتكم، فهو سلاحكم الأول في حماية الدولة من المتسلّقين والمشبوهين.

لا تمنحوا صوتكم لمن يتحدث عن الوطن بلسانٍ مزدوج، أو لمن يلوّح بشعارات الوطنية بينما يملأ جيوبه من مصادر مشبوهة.

أيها المرشحون…

اعلموا أن أجهزة الدولة ترصد وتتابع وتعلم.

وأن من يظن أنه قادر على شراء النفوذ بالمال، سينكشف عاجلًا أمام الرأي العام وأمام القانون.

فمصر لا تُدار من مقاعد المجاملات، بل من ضمائر الرجال الذين يخشون الله والوطن معًا.

النائب الحقيقي ليس من يرفع صوته في القاعة، بل من يرفع شأن بلده في العالم.

ولن يكون في مجلس الشعب مكانٌ لمن باع الأمانة أو استغل ثقة الجماهير.

إن الأمن القومي المصري لا يبدأ من حدودنا، بل من داخل وعينا الجمعي.

وكل من يعبث بهذا الوعي — تحت ستار السياسة أو المال — إنما يمسّ سلامة الوطن في جوهرها.

تحيا مصر قوية، يقظة، محصّنة ضد الزيف والفساد.

تحيا مصر بقيادتها الواعية التي لا تسمح بعودة عصور المتاجرة بالشعارات.

تحيا جمهورية مصر العربية — الدولة التي لا تُخدع، ولا تُشترى، ولا تنحني إلا لله.

الله أكبر… وتحيا مصر 🇪🇬

@