حُكم القاضي تاجُ العدالة ونبضُ الضمير
حُكم القاضي تاجُ العدالة ونبضُ الضمير
المستشار محمد طلعت المغربي
في ساحة القضاء، حيث تُرفع راية الحق وتتعالى هيبة الدولة، يظلّ القاضيُ رمزًا للنزاهة، وصوتًا للعدل، وضميرًا للوطن.
فالحكم القضائي ليس سطرًا يُكتب، بل أمانةٌ تُحمَل في القلب قبل أن تُسطَّر في المحاضر، تُجسّد صدق القسم، ونقاء الضمير، وجلال المسؤولية.
نحن – أبناء مهنة الدفاع – نُدرك أنّ القاضي الحقّ هو من يُحكّم ضميره قبل قلمه، ويستند إلى القانون بعقلٍ راجحٍ، وقلبٍ مؤمنٍ بالحق، فيزن الأمور بميزان الإنصاف لا بميزان الميول، ويجعل من محرابه ميدانًا لإحقاق الحقوق وردّ المظالم.
وما الحكم العادل إلا مرآةٌ لنقاء النفس، ودليلٌ على سموّ الفكر، وشاهدٌ على عظمة الرسالة التي يحملها رجال العدالة في ربوع الوطن.
فبه تُصان الحريات، وتُحفظ الكرامات، ويستقيم ميزان الدولة في وجدان شعبها.
وإنّ العدالة لا تُقام إلا بسواعد مخلصةٍ تؤمن أن الحقّ لا يُستمدّ من القوة، بل من القيم والمبادئ، وأن القضاء رسالةٌ سامية تتجاوز حدود الوظيفة إلى سموّ الواجب الوطني والإنساني.
اللهم أيّد أهل الحق والعدل في كل موطن، ووفّق القائمين عليه سدادًا وتوفيقًا، واجعل أعمالهم خالصةً لوجهك الكريم، سببًا في نصرة المظلومين، ورفعة الوطن، ودوام أمنه واستقراره.
اللهم اجعل العدل في ديارنا رايةً لا تُطوى، ونورًا لا يخبو، واحفظ رجال القضاء وسائر المشتغلين بالعدالة، سيوفًا للحق، وحُصونًا للإنصاف، وألسنةً تنطق بما يُرضيك ويُرضي الوطن.
✍️ محامٍ يؤمن أن العدل رسالةٌ لا وظيفة، وأن القضاء شريكٌ في بناء دولة القانون
تعليقات
إرسال تعليق