السياسة لا تملك مبدأ الأخلاقيات
فهيم سيداروس
بمعنى كلما برهن العالم على عدم أخلاقيات السياسيين كلما أثبت بأنهم أكفاء وناجحين..
لهذا يتميز الجميع بما فيهم الفرس- ويكرّس الفرس المذهب (المتعة) لخدمة قضاياة..
المافيا، وعصابات تهريب المخدرات والأسلحة، ومنظمات غسيل الأموال، والجنس الناعم كلها وسائل وأدوات سياسية.
ومن لايعرف أن أجمل نساء الكوكب تمتلكهن مصادر الموساد؟!
كاثرين بيريز شكدام صحفية يهودية فرنسية أدعت إعتناق الإسلام
وتشيّعت علنًا،
كتبت في مدح الثورة، ودافعت عن ولاية الفقيه،
حتى ظهرت مقالاتها في موقع المرشد الإيراني علي خامنئي نفسه.
لكن خلف الأقنعة… كانت عيون الموساد تراقب من الداخل.
كاثرين لم تدخل إيران كجاسوسة تقليدية،
بل دخلت ككاتبة وإعلامية وصاحبة فكر،
سافرت لإيران، كونها زوجة سابقة ليمني مسلم سهل عليها الأمور
اقتربت من السياسيين، وجلست مع الحرس الثوري،
التقت بإبراهيم رئيسي،
وزارت مناطق حساسة تحت غطاء “البحث الصحفي”.
لكن الأخطر كان في صالونات النساء…
تقربت من زوجات المسؤولين والعسكريين والعلماء،
بَنَت علاقات عميقة معهن،
وجعلتهن يثقن بها كأنها واحدة منهن،
يتحدثن معها بحرية عن أزواجهن، أماكن سكنهم، مواعيد سفرهم، تحركاتهم، تفاصيل حياتهم اليومية.
جنسيتها مهدت لها الطريق لمقابلة كثير من المتنفذين في إيران ووصل بها الحال للعمل في موقع خامنئي الذي كتبت به 18 مقالا
أجرت مقابلة صحفية مع رئيسي، وقابلت خامنئي
تزوجت العديد من المتنفذين والمسؤولين الإيرانيين زيجات مؤقتة "متعة" وادعت تعرضها لكثير من التحرش الجنسي
بتنفي علاقتها بالموساد وبتحاول تصور قصتها على أنها باحثة عن الحق التي صدمت بمعاداة السامية التي جعلتها تكره نفسها وأصولها
(ونحو ذلك من الهراء)
كل كلمة كانت تُسجل،
كل معلومة كانت تُرسل.
وبهذه المعلومات تم تحديد مواقع بعضهم بدقة،
ووقعت الاغتيالات الواحدة تلو الأخرى…
بعقول النساء، وبكلمات بريئة لم تكن تعلم أنها ستكون سببًا في قتل أزواجهن.
كل هذا تم خلال سنوات معدودة
كاثرين تعمل الآن كمحللة ومعلقة سياسية وكاتبة مقالات في تايمز أوف إسرائيل وجيروزاليم بوست وغيرها
بغض النظر عن كونها عميلة للموساد أو لا (مع ترجيحي لذلك) فهي قدمت دليل على مدى سهولة اختراق النظام الإيراني والوصول لأعلى الدرجات فيه..
الجاسوسة التي اخترقت قلب إيران… وقتلت كبار الشخصيات بألسنة زوجاتهم!
وعندما بدأ الشك يدور حولها،
تركت إيران ، قبل أن تُغلق الأبواب.
لكنها كانت قد أتمّت مهمتها بنجاح كامل،
وأسهمت في ضربات موجعة لإيران، ما زالت آثارها مستمرة حتى الآن.
إسرائيل تنفّذ منذ ذلك الحين عمليات دقيقة،
تعتمد على ما جمعته كاثرين من داخل بيوت القادة أنفسهم.
هذه ليست قصة تجسس…
هذه فضيحة أمنية بحجم دولة.
في زمن الحرب الخفية،
لا تُطلق الرصاصة من بندقية…
بل من لسانٍ يتحدث في مجلس نساء.
هل تعتقد أن إيران ستتجاوز هذا الاختراق؟
وهل هناك "كاثرين" جديدة داخل أي دولة أخرى الآن
تعليقات
إرسال تعليق