تاريخ ملوث بالعمالة عبدالعزيز آل سعود، المؤسس الحقيقي لإسرائيل
تاريخ ملوث بالعمالة
عبدالعزيز آل سعود، المؤسس الحقيقي لإسرائيل
فهيم سيداروس
لن ينسى التاريخ خيانة عبدالعزيز آل سعود في عام 1936 من أجل إخماد ثورة الشعب الفلسطيني، وهي الخطوة التي مهّدت الطريق لاحتلال أرض فلسطين في عام 1948.
في تلك الفترة، كانت فلسطين تحت الاستعمار البريطاني وكان شعبها في حالة ثورة واضراب شامل دام 183 يوماً.
ولم يتمكن المستعمرون البريطانيون من كسر هذه الثورة على الرغم من اللجوء إلى القمع والسجون وتهجير السكان.
وعندما فشلت هذه الوسائل، قررت بريطانيا يوم 8 مايو 1936 إرسال لجنة تحقيق ملكية لامتصاص غضب الجماهير وبحث أسباب الثورة وإيجاد حلول مناسبة.
لكن الفلسطينيون أفشلوا هذه الخطة الاستعمارية.
وبعد الفشل الذريع في قمع الثورة، قررت بريطانيا الاستعانة بنفوذ الحكام العرب لضرب حركة الشعب الفلسطيني.
وكان أفضل حليف لها في ذلك عبدالعزيز آل سعود مؤسس النظام السعودي، الذي لم يبخل يوماً في خدمة مصالح الاستعمار ..
في أول خيانة للشعب الفلسطيني، وجّه عبدالعزيز آل سعود رسالة باسم "قادة العرب" إلى الفلسطينيين، كتبها في الحقيقة الجاسوس البريطاني الشهير "جون فيلبي" (الملقب بـ الشيخ عبدالله المهتدي).
وجاء في الرسالة:
"إلى إخواننا العرب الأعزاء في فلسطين، لقد تأثرنا وتألمنا لما يحدث في فلسطـين، وندعوكم نحن ملوك العرب والأمير عبدالله (حاكم الأردن آنذاك) إلى التهدئة ووقف الإضراب لوقف إراقة الدماء، ونحن نضع ثقتنا في نوايا صديقنا الإنجليزي ورغبته في تحقيق العدالة ثقوا بأننا سنواصل جهودنا لنصرتكم".
هذه الرسالة كانت بداية الطعنة التي قُدمت للشعب الفلسطيني، والتي سببت انقساماً داخلياً في صفوفه.
ولضمان وقف الثورة تماماً أرسل عبدالعزيز ابنيه "فيصل" ثم "سعود" إلى القدس ..
وفي اجتماع في القدس الشرقية، خاطب فيصل بن عبدالعزيز القادة الفلسطينيين قائلاً:
"فرحت مرتين حين كلفني والدي بهذه المهمة؛
أولاً لأنني سأزور المسجد الأقصى وأصلي في بيت المقدس،
وثانياً لأنني سألتقي بهؤلاء الثوار لأبشرهم بأن جهودهم لم تذهب سدى، فثورتهم أثارت اهتمام صديقنا بريطانيا العظمى.
وأؤكد لكم أن والدي يهتم بالقضية الفلسطينية ولن يفرّط في طموحاتكم، وأقسم بالله أن بريطانيا صادقة في وعودها، وقد تعهدت لوالدي بحل القضية الفلسطينية" ..
كانت هذه الكلمات بداية مسلسل التنازلات والتعاون مع المستعمر، وبداية خيانة القضية الفلسطينية وتعزيز الكيان الصهـيوني.
وقد جاء في تقرير لمنظمة التحرير الفلسطينية، نُشر في صحيفة "آخر ساعة" المصرية، أن هذه الرسالة لعبت دوراً كبيراً في إحباط روح النضال الفلسطيني، وكانت الثورة حينها هي الرد الوحيد على محاولات تهويد فلسطين.
فأستطاع المستعمر البريطاني، عبر مؤسس النظام السعودي، أن يحدث شرخاً بين الفلسطينيين، وينجح في إخماد الثورة في 11 نوفمبر 1936.
ومن ثم أصبح التحالف البريطاني اليهودي السعودي قوياً بما يكفي لزرع الورم السرطاني إسرائيل في قلب الأمة
كتب الجاسوس البريطاني والمستشار المقرب من عبدالعزيز، جون فيلبي في مذكراته بعد عودته من القدس برفقة سعود وفيصل:
"كان قادة بريطانيا في غاية السعادة بهذا النجاح، وتلقينا ثلاثة أوسمة تكريماً لهذا الإنجاز؛ الأول لي، والثاني لعبدالعزيز، والثالث لفيصل.
لقد أنجز عبدالعزيز مهمة تاريخية فشل فيها الجميع، وأرسلت له رسالة شكر خاصة.
كما عبر زعماء اليهود في فلسطين عن إمتنانهم العميق لجهوده"
وعن القادة الفلسطينيين قال فيلبي:
"شعروا بالإحباط وطلبوا من عبدالعزيز أن يُلزم صديقه البريطاني بوعوده.
لقد اقتنعوا بصدق نوايا بريطانيا تحت تأثير دعاية عبدالعزيز، وأوقفوا الثورة.
وقد أطلعوه على أرقام دقيقة تؤكد أن الدعم العسكري والاقتصادي البريطاني يُسهم في تزايد عدد اليهود في فلسطين!
لكنه أجابهم قائلاً:
’بريطانيا لن تخون العرب، وسأبحث هذا الأمر مع أصدقائي البريطانيين‘".
توضح مذكرات فيلبي بشكل جلي خيانة عبدالعزيز آل سعود للشعب الفلسطيني، وتُظهر أن قضية فلسطين لم تكن ذات أهمية تُذكر لدى آل سعود، الذين لم يروا فيها ما يستحق المخاطرة بعلاقاتهم الوثيقة مع بريطانيا وأمريكا، وهي العلاقات التي قادت لاحقاً إلى تأسيس الكيان الصهيوني.
وقد أكدت تصريحات ديفيد بن غوريون مؤسس الكيان الصهـيوني في 11 مارس 1942، إلى جانب وعود "تشرشل" له بشأن التعاون مع آل سعود، أن هذا التحالف قديم ومتين ..
وكتب موسى الشيخ في صحيفة "إلى الإمام" بتاريخ 14 ديسمبر 1973:
"لم يكن الصهاينة يعتمدون فقط على بريطانيا وأمريكا لتحقيق حلمهم بإقامة الكيان الصهيوني، بل اعتمدوا أيضاً على يهود آل سعود وعبدالله (ملك الأردن حينها).
ولولا الدور الخبيث لعبدالعزيز آل سعود، لما كان قيام الكيان الصهيوني ممكناً".
تعليقات
إرسال تعليق