قوة الوهم: كيف يمكن للفكر أن يشكل واقعنا
قوة الوهم: كيف يمكن للفكر أن يشكل واقعنا
فهيم سيداروس
في إحدى القرى الريفية القديمة، كان هناك رجل يعتقد أنه قد أصيب بلعنة سحرية.
في يوم من الأيام، عثر على ثعبان سام ميت على عتبة بابه.
تملكه الرعب واعتقد فوراً أن هذا هو دليل على اللعنة وأن موته وشيك.
بدأ يشعر بآلام غامضة في جسده، وأصبح يعاني من الأرق والتعب.. كان يزداد تدهوراً يوماً بعد يوم..
زاره الأطباء، ولم يجدوا أي سبب عضوي لمشاكله الصحية، لكن الرجل كان متيقناً بأن اللعنة هي السبب.
انتشر الخبر في القرية، وبدأ الناس يتجنبون الرجل خوفاً من أن تنتقل إليهم اللعنة.
إزداد عزلته وتفاقمت حالته حتى أصبح هزيلاً وضعيفاً.
بعد أشهر من المعاناة، جاء إلى القرية رجل حكيم وعلم بما حدث.
زار الرجل الملعون وأخبره أن اللعنة كانت مجرد خدعة، وأن الثعبان الذي وُجد على بابه كان ميتاً منذ أيام بسبب البرد، وليس بسبب أي سحر.
بدأ الرجل يشك في حقيقة اللعنة. ومع مرور الوقت، وبإقناع الحكيم له، بدأ يشعر بتحسن تدريجي. تعافى تماماً بعد أسابيع، وتعلم درساً مهماً: أن قوة الأفكار والمعتقدات يمكن أن تكون أقوى من أي لعنة أو سحر.
أن ما نؤمن به يمكن أن يصبح واقعنا، وأن الخوف والوهم يمكن أن يدمران حياتنا إذا لم نتمكن من السيطرة عليهما.
______________
في الحرب العالمية الثانية، تفاجأ هتلر بأن هناك ثلاثة ضباط خالفوا أوامره. فقرر عقابهم بطريقة غريبة حيث وضع كل ضابط في سجن لوحده. في كل سجن، وضع موسيقى كلاسيكية، وقيد الضباط، وجعل أمامهم ماسورة مياه تنقط ببطء.
وأخبرهم أن هناك تسرباً لغاز سام سيقتلهم خلال ست ساعات.
بعد أربع ساعات، ذهب ليتفقد الضباط فوجد اثنين منهما قد ماتا، والثالث يعاني من تشنجات ويلفظ أنفاسه الأخيرة.
والمفاجأة كانت أن موضوع الغاز كان "خدعة وحرباً نفسية"، حيث أن فكرة الغاز القاتل جعلت عقولهم هي من تقتلهم.
فقد اتضح أن الخوف من الغاز القاتل جعل أجسامهم تفرز هرمونات ساهمت في تأثيرات سلبية على القلب وأجهزة الجسم وبدأت بإماتة الجسد.
وهذا بالضبط ما يحدث معنا يومياً. الخوف والتوتر النفسي يمكن أن يؤذيا صحتنا بشكل كبير.
تعليقات
إرسال تعليق