ماده الدين الإجباري والفصل العنصري

 

ماده الدين الإجباري والفصل العنصري


ماده الدين الإجباري والفصل العنصري


بقلم المستشار / نجيب جبرائيل


لعل ما طالعنا به السيد وزير التعليم محمد عبد اللطيف من تغيير نظام الثانوية العامة الي نظام البكالوريا لم يكن محل اعتراض كثيرين لان هذا النظام سوي انه يخلي المناهج من الحشو المبالغ فيه والذي يثقل كاهل الطالب فضلا عن ان هذا الحشو لا يفيد الطالب

 ايضا نظام قد يقضي علي الدروس الخصوصية بعض الشئ

 والحقيقة وده نظام معمول به في اغلب الدول المتقدمة وليس اختراعا مصريا

ولكن الطامة الكبري حينما عرفنا ان مادة الدين سوف تكون ضمن المجموع في الدرجات والسؤال هنا ان دراسة الدين واسئلته تختلف من دين لآخر سواء من حيث الحفظ او الشرع او حتي من حيث المعلم المؤهل فلا توجد مشكله للطلبه المسلمين لان معلمي اللغه العربية غالبا ما يوكل اليهم تدريس مادة الدين الاسلامي وغالبا هم خريجي الأزهر الشريف او أقسام الشريعه في كليات اللغه العربيه بينما مدرسوا الدين المسيحي غالبا ما يكونوا مدرسين علوم او رياضيات او موسيقي او رسم اي انهم ليسوا مؤهلين لتدريس الدين المسيحي ومن الصعب طبعا ان توكل الوزارة تدريس هذه المادة الي قساوسه او خريجي الكليه الإكليريكية غير المعترف بها حكوميا 

ومن ثم فإن المقارنة ظالمة وهذا أول خلل في جعل الدين داخل المجموع

ثانيا : ان فصل الطلاب عن بعضهم في حصة الدين ما بين طلاب مسيحيين وطلبه مسلمين هو تمييز عنصري وطائفي ضد الدستور واحاسس بالتفرقه اذ لا نعلم ما يقوله معلم الدين الاسلامي ولا نعلم ما يقوله مدرس الدين المسيحي للتلاميذ

ثم ما المشكل لو كان الهدف هو تشكيل الوعي وبث الاخلاق الحميدة في الطلاب والبعد عن الخلو وتفريخ المدارس من القنابل الموقته ما المشكل إذا ما كان هناك كتاب يسمي القيم والاخلاق يحتوي علي ما يجمع علية مبادي الديانتين من سمو الاخلاق ومحبة الوطن وقبول الاخر والاحترام والموده والعمل الصالح وإغاثة الجار وتحريم النميمة وحسن الجوار واحترام عقائد الآخرين إلى آخره.   

ثم ان دور تدريس الدين او الدور الروحي ليس مهمة وزارة التعليم وانما هذا الدور هو منوط به المسجد والكنيسة وليس فصول المدرسة التي خلت للأسف من الموسيقي والفن والثقافة وخلق وعي ووجدان حقيقي نحو حب الوطن وحب الانسانية والطموح نحو العالمية

ثم من الذي يوكل اليه مهمة التفتيش علي مناهج الدين الاسلامي والمسيحي بطبيعة الحال سوف يتم الرجوع الي وزارة الاوقاف و الكنيسه طيب ما من باب اولي يعطي العيش لخبازينه ولا تقتحم التعليم خطوط حمراء ليس من اختصاصها

في رأي المتواضع 

اننا بالحقيقة إذا ما أثرينا علي ذلك فنحن لا نهدف الي خلق نشي متسلح بالدين وانما نهدف الي الانزلاق الي الدولة الدينية ونبتعد رويدا رويدا عن مفاهيم الدولة المدنيه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إستغاثات من معلمي و معلمات مدرسة ابو الهول القومية المشتركه‏ بمحافظة الجيزة

إستغاثة إتحاد طلاب مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا (STEM)

كارثة سقوط الأسانسير بمحافظ الغربية أثناء إفتتاح قسم الحضانات بمستشفى كفر الزيات